سماحة السيد مرتضى الكشميري
بسم الله الرحمن الرحيم وأفضل الصلاة وأتم التسليم على خاتم الأنبياء والمرسلين وحبيب إله العالمين سيدنا وقائدنا وطبيب نفوسنا وشفيع ذنوبنا أبي القاسم المصطفى محمد وعلى آله الغر الهداة الميامين الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا.
السلام عليك يا مولاي يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته.
السلام عليكم أيها السادة العلماء والأساتذة والمفكرون ورحمة الله وبركاته.
لم يكن من المقرر أن أقف بين أيديكم متحدثا ولكن شاء الله عز وجل ان يمن عليّ بهذه النعمة لأحظى بالنظر الى هذه الوجوه الطيبة.
بسم الله الرحمن الرحيم قال الله العظيم في محكم كتابه الكريم والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين صدق الله العلي العظيم.
ليس الجهاد منحصر بالجهاد بالسلاح وإنما الجهاد بالقلم باللسان بالمواقف ولعل هذه الآية الكريمة يكون سيدنا المبجل سماحة حجة الإسلام والمسلمين السيد محمد مهدي الخرسان من ابرز مصاديقها في الحقيقة لي علاقة قديمة مع والد السيد الخرسان وهو المرحوم آية الله السيد حسن الخرسان حيث كنت ارتاد الى زيارة مولاي أمير المؤمنين سلام الله عليه فأجده أحيانا يقيم صلاة الجماعة عند الرأس الشريف وربما نال لي الفخر بأن ائتممت به بعض المرات وهكذا زادت العلقة مع هذا البيت الشريف وهذه الأسرة الكريمة حينما كنت احضر في مجلسهم الذي يقام في وفاة الزهراء صلوات الله وسلامه عليها الوفاة ال75 كان يقيم خمسة أيام مجلس وآنذاك كان خطيب المجلس الشهيد المرحوم السيد جواد شبر وربما نالني الفخر في وقته ان قرأت مقدمة لهذا الخطيب وفي هذا المنزل المبارك ثم تتالت المعرفة بيني وبينه أعني بيني وبين المحتفى به حينما كنت اراه يجلس عند المرحوم كاظم الكتبي الذي كان دائما ما يتعاون معه في كتابة مقدمة بعض الكتب التي كان يطبعها وكما تعلمون بأن كاظم الكتبي من الشخصيات التي نالها الشرف التسفير بسبب خدمته لأهل البيت لان الرجل كان دائما يطبع كثير من المؤلفات التي تتبع للعلماء السيد عبد الرزاق المقرم او غيره لا أتذكرها بالحصر ولكن كان مهتم المرحوم كاظم الكتبي بطباعة هذه الكتب المذهبية العقائدية التأريخية فكان يتعاون معه المحتفى به السيد محمد مهدي الخرسان وهكذا الحمد لله انفتح قلمه بشكل سيال حتى وجدنا هذه الموسوعات التي قاربت 50 كتابا من مختلف المواضيع سواء كان في التفسير او التاريخ او السيرة او في غيرها وفي الحقيقة هذا تراث مهم يجب ان نعتني به ونرجع اليه ولعلي قرأت بعض لا سيما كتابه عن بن عباس كتاب قيم وغيره من الكتب أهداني موسوعة حوالي 6 كتب قبل 5 سنوات قبل ان يكون مقعدا اكثر مما هو عليه الان زهده في البيت فشرفني ببعض مؤلفاته عبر نجله الأكبر المهم قرأت بعضها وبعضها نقلتها معي الى لندن واطلعت على بعضها فوجدتها كتب جديرة بالاهتمام وجدير بالحوزة العلمية طلبتها الا تقتصر معلوماتهم ومطالعاتهم على الفقه والأصول وان كان هذه هي سيدة العلوم ولكن الى جانب ذلك اليوم طالب العلم لا يكتفي بانه يحفظ المسألة والمسألتين والقضية والقضيتين بل يكون عنده إلمام بالتأريخ والسيرة والعلماء والحوزات والقضايا العلمية من جملة هذه الكتب النافعة مثلا كما أعلم وكنت متابع المرحوم الشيخ باقر شريف القرشي التي لا تقل خدماته للحوزة العلمية وفكر اهل البيت عن خدمات المرحوم السيد الخرسان؛ لذا اهيب بطلاب العلوم الدينية والحوزات العلمية سواء في النجف الاشرف او في كربلاء او في قم او في مشهد او غيرها ومن مختلف انحاء العالم في الحقيقة كتبه نافعة لكل انسان ليس فقط طلاب العلوم كل انسان يريد ان يطلع على الثقافة العامة ان يطلع على هذه الكتب النافعة المفيدة المثمرة
الأمر الآخر الذي أردت ان اشير اليه وهو مبادرة طيبة من العتبة العلوية المقدسة بالتنسيق مع العتبة الحسينية المقدسة ان اقاموا هذا التكريم سابقا كان التكريم يقام للإنسان او العالم بعد وفاته ولكن الحمد لله نحن بدأنا هذه المسألة في حياة المرحوم الشيخ الخطيب أحمد الوائلي عندما عوفي وشوفي من مرضه اقمنا له تكريما في حياته وهو في لندن وحضره وشارك فيه والحمد لله هنا أرى التكريم للمرحوم السيد الخرسان حفظه الله بأنه وهو في حياته وهو الجدير ان يكرم في حياته لا بعد مماته فجزى الله العتبة العلوية وبالتنسيق مع العتبة الحسينية أن أقامت هذا التكريم للسيد الخرسان حفظه الله.
وأسأل الله ان يوفقكم جميعا ولا اريد الاطالة عليكم ولكن هذه الخواطر كانت في ذهني عن السيد الخرسان وعن والده سماحة اية الله السيد حسن الخرسان كما لا أنسى علاقتي بالمرحوم السيد صالح الخرسان والد أمين العتبة السيد عيسى مع إخوانه كما لا أنسى علاقتي مع المرحوم اية الله السيد محمد رضا الخرسان الذي نجله الان يحضر هنا وهكذا لأنكم تعلمون اني بعيد عن الحوزة العلمية في النجف الاشرف تقريبا 30 سنة حتى ان سماحة اية الله العظمى السيد السيستاني لأول مرة لما وصلت بخدمته بعد الغزو سألني سيد مرتضى كيف وجدت النجف قلت سيدنا هذا الذي أمامكم لا يزال الحائط فيه مهدم ومشمع والركن في شارع الرسول لا يزال راكع.
أطرق سماحة السيد السيستاني قليلا ثم رفع رأسه وقال يا سيد مرتضى النجف ليست بأبنيتها ولا بعماراتها وانما النجف بعرينها علي بن أبي طالب وبعلمائها ببحر العلوم بكاشف الغطاء بالشيخ النائيني وجعل يعدد هؤلاء العلماء فالحمد لله النجف في هذا اليوم بعد ان أراد أعداء الله والطاغية ان يمحو أثر النجف ويزيلها بالتسفيرات وبغيرها والتهجيرات حتى اني أتذكر انهم احصوا كانت مكتبة تابعة الى بغداد احصوا الكتب التي تباع في شارع المتنبي في بغداد والكتب التي تباع في النجف فوجدوا انه ثلاثة اضعاف من الكتب تباع في النجف فعرفوا بان لا تزال القوة فيها والاصالة فيها والعلماء العاملين ولا زالوا مشتغلين فيها لذلك حاولوا بكل قوتهم وجهدهم وطغيانهم من ورائهم ان يضربوا النجف ولكن بقيت النجف صامدة وواقفة واليوم الحمد لله بعلمائها بعرينها شبل علي أيضا قائمة وواقفة وستبقى ان شاء الله حتى ظهور ولي الله الأعظم كم أراد الأعداء وداعش ان تقضي على العتبات المقدسة وتقضي على المعالم كلها ولكن شاء الله عز وجل ببركة امير المؤمنين وببركة الزهراء سلام الله عليها ان افتى تلك الفتوى الكفائية حتى اعادت قوة النجف وإعادة قوة المقدسات والتشيع الى قوته وسيبقى قويا بوجودكم أيها الحوزة العلمية والعلماء الافاضل أيها الرجال فمزيدا من العمل ومزيدا من التأليف والتدريس بارك الله فيكم جميعا وحفظكم من كل سوء ومكروه بمحمد وآل محمد والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.